ما هو السبب في فقد المكتسبات الروحية في شهر رمضان ؟
--------------------------------------------------------------------------------
ما هو السبب في فقد المكتسبات الروحية في الشهر الكريم؟..
السبب هو أن هذه البركات لم تلامس أرواحهم، مثلهم مثل من ذهب إلى البحر ورجع عطشاناً!..
* ومن هنا نقول: أنه فرق بين من يحاول أن يعقد علاقة وثيقة -لا تنفصم عراها- مع رب العالمين، ويفكر بهذا المنطق: أن الله تعالى هو ولي النعمة، السماوات مطويات بيمينه، ونحن إليه صائرون، وأنه لا محالة سيعيش عالم البرزخ {وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ}.. ويتذكر كلمات الإمام زين العابدين(ع): (فما لي لا أبكي!.. أبكي لخروج نفسي.. أبكي لظلمة قبري.. أبكي لضيق لحدي.. أبكي لسؤال منكر ونكير إياي.. أبكي لخروجي من قبري عرياناً ذليلاً حاملاً ثقلي على ظهري، أنظر مرّةً عن يميني، واُخرى عن شمالي، إذ الخلائق في شأن غير شأني).. فمن الطبيعي أن من يعيش هذه العوالم، تنبعث في نفسه حالة الخشية.. وبالتالي المبادرة فيما يرضي ربه تعالى.. وبطبيعة الحال، تنغرس فيه حالة العلاقة الوثيقة بالإله المقتدر.. وعليه، لابد من تحويل الأعمال العبادية الجوارحية، إلى حالة الارتباط الجوانحي.
*ثم إن العودة إلى الذات، واكتشاف ثغرات النفس، ونقاط الضعف فيها.. خير سبيل لإبطال كيد الشيطان، الذي خبر بالإنسان منذ ولادته، وعلم كيف يدخل إليه، تراه يأتي البعض من باب الحدة والغضب، أو من جهة غلبة الشهوة، أو حب المال.. فلكل إنسان ثغرته، لذا ينبغي الالتفات، ومجاهدة النفس للتغلب على هواها.
الشيخ حبيب الكاظمي
__________________