علي سعود المدير العام للمنتدى
الجنس : الابراج : عدد المساهمات : 1570 نقاط : 30719 تاريخ الميلاد : 19/04/1984 تاريخ التسجيل : 15/11/2010 العمر : 40 الموقع : في القلب العمل/الترفيه : خريج كلية الادارة والاقتصاد
| موضوع: من سير الانبياء سيرة نبي هود عليه السلام السبت أغسطس 20, 2011 5:53 am | |
| من سير الانبياء سيرة نبي هود عليه السلام قبيلة يقال لهم : عاد بن عوص بن سام بن نوح ، وكانوا عرباً أقوياء ، يعيشون في خصب ورغد عيش ، ولكنهم كفروا بالله ، وجحدوا نعمه ، فعبدوا من دونه الآلهة ، وجعلوها أصناماً ثلاثة يقال لأحدها صداء ، والآخر : صمود ، والثالث الهباء . ( تاريخ الطبري ) . مساكنهم : كانوا يسكنون مدينة عظيمة " بالأحقاف " ، وهي موضع جنوب شرق شبه الجزيرة العربية ، شمـال حضرموت ، وجنوب الربع الخالي ، وإلى الشرق من عمان والأحقاف تعنى : جبال الرمل المعوجة .. انظر الخريطة .. الدعوة إلى التوحيد : دعا هود - عليه السلام - قومه إلى عبادة الله وحده ، وترك عبادة الأصنام ، لأن ذلك سبيل لاتقـاء العذاب يوم القيامة . قال تعالى : ( وإلى عاد أخاهم هودًا ، قال : يا قوم اعبدوا الله مالكم من إله غيره ، أفلا تتقون ) ( الأعراف : 65 ) . ( واذكر أخا عاد إذ أنذر قومه بالأحقاف وقد خلت النذر من بين يديه ومن خلفه ألا تعبدوا إلا الله إني أخاف عليكم عذاب يوم عظيم ) ( الأحقاف : 21 ) . رد الفعل : لم يستجب قوم هود عليه السلام لدعوته ، وطلبوا منه دليلاً مادياً على صدق دعوته ، لأنهم لا يتركون آلهتهم لمجرد كلام يسمعونه منه واعتبروه بدعاً ، بل ورموه بالسفاهة ، وقالوا إن افكاره هذه نشأت من لوثة أصابت عقله بسبب دعوته لترك عبادة آلهتهم . فلم يملك " هود " ( عليه السلام ) سوى التبرؤ منهم ، وأشهدهم على ذلك حتى لا يحاجونه عنـد الله تعالى ، وقد أُنبئنا أن أقوام الأنبياء الذين جحدوهم في الدنيا ، سوف ينكرون إبلاغهم الدعوة يوم القيامة ، ولا يجد النبي منهم من يشهد له أنه قد بلغ رسالته إلى قومه إلا أمة محمد صلى الله عليه وسلم كما قال تعالى ( وكذلك جعلناكم أمة وسطاً لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيداً ) ( سورة البقرة : 143 ) . وتحداهم هود ( عليه السلام ) إن كانت آلهتهم تستطيع أن تمسه بسوء ، فليسرعوا دون أن يمهلوه ، ثقة منه أنهم لا يستطيعون ، لأنه يتوكل على خالقه وخالقهم ، الذي يملك نواصي كل المخلوقات في الكون ، ويصرِّف شؤونه بحكمة واقتدار . الترغيب بالترهيب : لم تجُد الموعظة الحسنة ، فلجأ إلى تخويفهم من عذاب الله عز وجل إذا استمروا في إعراضهـم ، وأنه سوف يبيدهم ، ويستخلف غيرهم ، ولن يستيطعوا دفع الهلاك عن أنفسهم وفضلاً عن ذلك لا يستطيعون أن يضروا الله شيئاً . ( فإن تولوا فقد أبلغكم ما أرسلت به إليكم ،ويستخلف ربي قوماً غيركم ولا تضرونه شيئاً إن ربي على كل شيء حفيظ ) ( هود : 57 ) .
ولشدة استيلاء الشيطان على عقولهم ، واجهوا تحديه بتحديهم له ولعذاب الله عز وجل: ( قالوا أجئتنا لتأفكنا عن آلهتنا ، فأتنا بما تعدنا إن كنت من الصادقين ) ( الأحقاف : 22 ) . وقع أمر الله : أمسك الله عنهم المطر حتى جهدوا ، وظن هود عليه السلام أنهم قد يطلبون النجاة إذا أيقنوا بالهلاك إلا أنهم لم يزدادوا إلا عتواً وإعراضا .. فأرسل الله عليهم الريح العقيم ، سلطها عليهم سبع ليال وثمانية أيام حسوماً ، حتى صارت أجسامهم كأعجاز النخل المنقعر ، وأتبعوا في هذه الدنيا لعنة ، سوف تظل تلاحقهم حتى يوم القيامة ... ونجى الله هودًا والذين آمنوا به برحمته من ذلك العذاب الغليظ . عِبرة : قوبل جبروت قوم عاد بعذاب يتناسب وجبروتهم ، وتعددت الآيات التي تصف العذاب الذي حل بهم ليكونوا عبرة لمن تسول لهم أنفسهم أن يجترئوا على مقام الله - عز وجل - ويتحدوه ، في كل زمان . قال تعالى يصف طريقة إهلاك قوم عاد في أكثر من سورة في القرآن الكريم : ( ولما جاء أمرنا نجيـنا هودًا والذي آمنوا معه برحمة منا ، ونجيناهم من عذاب غليـظ ، وتلك عاد جحدوا بآيات ربهـم وعصوا رسله واتبعوا أمر كل جبار عنيد ، وأتبعوا في هذه الدنيا لعنة ويوم القيامة ، ألا إن عاداً كفروا ربهم ألا بعدًا لعاد قوم هود ) . ( هود : 58-60 ) ( فأخذتهم الصيحة بالحق فجعلناهم غثاءً فبعدًا للقوم الظالمين ثم أنشأنا من بعدهم قروناً آخرين ) ( المؤمنـون : 41 - 42 ) . ( فكذبوه فأهلكنـاهم إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين ) ( 139 : الشعراء ) . ( فأما عـاد فاستكبروا في الأرض بغير الحق وقالوا من أشد منا قوة أولم يروا أن الله الذي خلقهم هو أشد منهم قوة وكانوا بآياتنا يجحدون ، فأرسلنا عليهم ريحاً صرصرًا في أيام نحسات لنذيقهم عذاب الخزي في الحياة الدنيا ولعذاب الآخرة أخزى وهم لا ينصرون ) ( فصلت : 150- 160 ) . | |
|