فوق السحاب .. قصة قصيرة

تلك الليله حينما التقى مداري الشمس والقمر حتى اصبحا في اقرب نقطة لبعضهما , في الدقائق القليلة للقائمها وهي خلفه .. سألت الشمس القمر فجأة :

- مالي أراك مهتم بي كثيرا ؟

نظر إليها ثم ادار وجهة ناحية مدارة متمتما بهدوء :

- لست مهتما

بأصرار قالت :

- بل انت كذلك . مالي أراك تدور من حولي , حتى أنك تسرق أشعتي .

نظر إلي توهجها حتى أنه احس بدفئها .. فتح شفاة ليقول شيئا ثم تراجع عنه .

فأكملت :

- أرأيت . أنك تهتم لأمري كثيرا .

أجابها بتلقائية :

في الحقيقة أنا مهتم بك, لا استطيع الوجود دون أن أراك أمامي دائما , كم يبهرني دفئك وحنانك , وأشعتك المنسدلة لكني لا أستطيع ..

لم يكمل جملته فسألته بلهفه :

- لا تستطيع ماذا ؟ أنا أرى أنك جميل كذلك ولديك سحرك الخاص وأضوائك الهادءة

- لا أستطيع أن اكون بجوارك دائما . أنتي تشرقين صباحا وأنا أضيء مساء . لكل منا مدارة الخاص .. لقد كتب علينا ألا نلتقي إلا في هذة اللحظات الخاطفة . لا أخفيك سرا أنني معجب بك كثيرا . كم أحب نورك . انا كل ليلة أنظر إليك وأمتص اشعتك الدافئة لأحولها لأنوار أضيء بها ليلي . لكن ذلك كل ما أستطيع أن أخذة منك , لن تستطيعي أخذ شيئا مني . ولكني أستطيع وذلك كل ما عشت من أجلة وأحببته . دعي كل منا يمر بسلام لنلتقي في العام القادم في نفس المكان والزمان .

دمعت عينيها وهي تكاد تبتعد عنه كليا في الاتجاه المعاكس قائلة :

- ولكنك تريدني .. أنا أعلم .. أستطيع أن أحس بذلك من هدوئك ونظراتك لا تتهرب مني . أن الجميع يود التقرب مني وانت كذلك .

أدار ظهره لها مبتعدا قائلا بصوت مختنق :

- أنتي ملهمتي البعيدة . ولكن أحب أن أحترام خصوصية علاقتنا الجميلة .. سير لكل منا مساره الخاص .. لقد كتب ذلك وتم الأمر .. دمتي بخير .. إلى اللقاء .

سار القمر مبتعدا عندها فاشاحت وجهها بغرور وأختفت بين السحاب .. لتنهطل الامطار غزيرة على الارض حينها صفق الناس على الارض وهم يشاهدون منظرهم الحميم الذي لم يستمر لأكثر من دقائق معدودة ..