أطفأها قبل أن تطفىء حياتك !!

تزوجت قبل عدة سنوات من شاب مدخن دون علمي أنه يدخن .. 

ورغم ثقافته ورزانته وحسن تعامله .. وكان محافظا على الصلاة مما جعلني أحبه إلا أنني ذقت الجحيم والمصائب من جراء تدخينه ,,

ورائحته النتنه .. ورائحة ملابسه ,,

وحاولت معه لترك التدخين .. فكان يعدني خيرا ,,

ولكنه يماطل ويسسوف .. وأسستمر هذا الوضع حتى كرهت نفسي !!

فقد كان يدخن في السيارة ، وفي المنزل ، وفي كل مكان حتى إنني فكرت في طلب الطلاق بسبب التدخين !!

وبعد أشهر رزقني الله بطفل كان يمنعني من طلب الطلاق .. أصيب طفلنا بالربو الشعبي ,,

وذكر الطبيب أن سبب ذلك يعود إلى التدخين خصوصاً حوله ,,

لأن والده يدخن بجواره .. ولم ينثني زوجي عن التدخين !! 

وذات ليله قمت من نومي على كحة طفلي الشديدة بسبب ربو الأطفال ,,

وقمت أبكي لحاله وحالي !!

فعزمت أن أنهي هذه المأسآة بأي ثمن !!

ولكن هاتفاً أخذ يهتف بداخلي لماذا لا تلجأي إلى الله ؟؟!!

فقمت وتوضأت وصليت ما شاء الله أن أصلي ..

ودعوت الله بأن يعينني على هذه المصيبة ويهدي زوجي لترك التدخين .. وقررت الأنتظار ,,

وذات ليلة كنا نزور مريضاً من أقاربنا منوماً بأحد مستشفيات الرياض ,,

وبعد خروجنا من الزيارة ، وأثناء توجهنا لمواقف السيارات .. أخذ زوجي يدخن .. فكررت الدعاء له ,,

وبالقرب من سيارتنا .. لمحت طبيباً يبحث عن سيارته هو الآخر داخل المواقف ,,

ثم فجأة قام بالأقتراب من زوجي وقال له: يآأخي أنا من السابعة صباحاً ,,

وأنا أحاول مع فريق طبي إنقاذ حياة أحد ضحايا هذه السجائر اللعينة من مرض سرطان الرئة ,,

وهو شاب في عمرك ولديه زوجة وأطفال !! ويآليتك تذهب معي الآن لأريك كيف يعاني هذا المريض ؟؟ 

ويآ ليتك ترى كيف حال أبنائه الصغار وزوجته الشابة من حوله ؟؟ 

ويآ ليتك تشعر بدموعهم ,, وهم يسألوني كل ساعة عن وضع وآلدهم ,,

ويآ ليتك تحس بمآ يشعر به وهو داخل غرفة العناية المركزة حينما يرى أطفاله يبكون ,,

وترى دموعه تتسآقط داخل كمامة الأكسجين ,,

ولقد سمحت لأطفاله بزيارته لأنني أعلم من خبرتي أنه سيموت خلال ساعات .. إلا أن يشاء الله ويرحمه !!

ثم يآ ليتك تشعر به ,, وهو ينتحب ويبكي بكآء الأطفال ,,

لأنه يعلم خطورة حاله .. وأنه سيودعهم إلى الدار الآخرة ,, 

أتريد أن تكون مثله لكي تشعر بخطورة التدخين ؟؟!!

يآ أخي أليس لك قلب ؟!

أليس لك أطفال وزوجة ؟! 

لمن تتركهم ؟؟!!

أيهونوون عليك لمجرد سيجارة ,, لا فائدة منها سوى ( الأمراض والأسقام ) !!

سمعت وزوجي هذه آلكلمات ، وما هي إلا لحظات حتى رمى زوجي سيجارته , ومن ورائها علبة السجائر ,, 

فقال الطبيب: عسى ألا تكون هذه الحركة مجاملة !! 

بل أجعلها صادقة سترى الحياة والسعادة ,, ثم ذهب إلى سيارته وأنا أرمقه ,,

وبح صوتي وتجمعت العبرات في حلقي .. وفتح زوجي باب السيارة ,,

فرميت نفسي وأنفجرت من البكاء حتى ظهر صوتي ,,

وعجزت عن كتم شعوري .. ولم أتمآلك نفسي وأخذت بالبكاء ,,

وكأنني أنا زوجة ذلك المسكين الذي سيموت !!

وأما زوجي فقد أخذه الوجوم ,, وأطبق عليه الصمت ولم يستطيع تشغيل سيارته إلا بعد فترة ,,

وأخذ يشكر ذلك الطبيب > المخلص < ويكيل له الثناء والمدح ,,

ويقول: يآله من طبيب مخلص ’’ ولم أستطيع مشاركته إلا بعد فتره ,, 

وكانت هذه نهاية قصته مع التدخين .. وأثني وأشكر ذلك الطبيب المخلص ,,

وأسجل له كل تقدير وإعجاب ,, وأدعو له في كل صلاة ومقام منذ ذلك اليوم الأبيض الذي أبيضت به حياتي !!

وتخلصت من المعاناة .. وسأدعو له وسأدعو لكل ( مخلص ) مثله !!

لقد تعلمت من هذه الحادثة فضل الدعاء وقدرة الله على تغير الحال ,,

- فضل الصبر مع الأحتساب والدعاء 

- تقدير نعمة الله بأنه يهدي من يشاء 

- فضل الأخلاص في القول والعمل من هذا الطبيب؛ الذي أدى دوره بأخلاص وهو في مواقف السيارات !!

مارأيكم لو أن كل شخص قام بعمله بهذه الطريقة وبهذا الأخلاص ؟؟!!

كم من المشكلات ستحل ؟؟!!

وكم من المنكرات ستختفي ؟؟!!

لكن المشكلة: أن بعض الأطباء والمدرسين والموظفين يقوم بعمله كوظيفة !! من أجل راتب فقط !! 

وهذا سبب تخلفنا , وسبب ضعف الطب والتعليم وتراكم الأخطاء !!

المصدر : مجلة الأسرة ,, والعنوان: شعار حملة لتوعية الشباب من مخاطر التدخين ,,