علي سعود المدير العام للمنتدى
الجنس : الابراج : عدد المساهمات : 1570 نقاط : 30719 تاريخ الميلاد : 19/04/1984 تاريخ التسجيل : 15/11/2010 العمر : 40 الموقع : في القلب العمل/الترفيه : خريج كلية الادارة والاقتصاد
| موضوع: بغــداد ما بين 1909 ــ 1914م السبت مارس 16, 2013 5:46 pm | |
| ي نيسان من سنة 1909 تم خلع السلطان العثماني عبد الحميد الثاني وتنصيب أخاه محمد رشاد سلطانأعلى الدولة العثمانية وفي اليوم التالي من خلع السلطان صدرت صحيفة بغداد والتي كانت تنطق بلسان حال جمعية الأتحاد والترقي تفاصيل واقعة خلع السلطان العثماني . وأقبل أهالي بغداد على شراء تلك الصحيفة و بأعداد كبيرة. و قد شعر الكثير من أهالي بغداد بالفخار حين علموا بأن محمود شوكت باشا هو من كانت له اليد الطولى بخلع السلطان لكــو نه من أهالي بغــداد . في شهر أيار من عام 1910 وصل إلى بغــداد وال جديد هو الفريق حسين ناظم باشا وهو غير الوالي ناظم باشا والذي سبق أن كان واليا على بغداد قبل سنتين . كان الوالي الجديد لبغداد الفريق ناظم باشا عازما على القيام بأعمال عمرانية وحضارية عديدة للمدينة نلخصها كالآتي :
اهتم بنظافة المدينة انشا صيدلية حديثة تفتح أبوابها ليلا ونهارا. فتح مدرسة كوجك ضابطان - أي صغار الضباط - على النهر في جهة الكرخ. أمر بإعطاء الجنود ماتأخر من مرتباتهم أمر بشق شارع النهر وتغطيته بمادة القير. أمر بجمع الكلاب وإعدامها نظير مكافأة مالية. فتح شارع النهر وهدم جزء من القنصلية البريطانية لغرض عمل الشارع.
وقع الوالي حسين ناظم باشا أثناء فترة ولايته بغرام فتاة أرمنية تدعى سارة خاتون في سنة 1910 . وقد عرض عليها الوالي حسين ناظم باشا الزواج فأبت سارة الزاوج منه. وقد تسربت أنباء غرام الوالي إلى أوساط العامة في بغــداد . إستطاعت سارة خاتون بعدها من الهرب من بغداد متنكرة إلى باريس بعد تعرضها لمضايقات من قبل الوالي وقد ساعد سارة خاتون في هربها القنصل الروسي في البصرة والمقيم البريطاني في مدينة بوشهر السير بيرسي كوكس . في يوم 17 أذار من سنة 1911 ورد الأمر من إسطنبول بعزل الفريق حسين ناظم باشا عن منصب والي بغداد . وعند شيوع خبر عزل الوالي نظم أنصار الوالي بأيعاز من بعض الأشراف والذين كانوا من حزب الوالي مظاهرة تأييد للوالي وقيل أن عدد المشاركين فيها بلغ عشرين ألفا . استمر التوتر في بغداد حوالي الثلاثة ايام وقد ارسل عددا من الضباط برقيات إلى إسطنبول يهددون فيها بالاستقالة ولكن هذا لم ينفع شيئا، تم تعين أمر اللواء يوسف آكاه باشا واليا على بغداد بالوكالة [91].وقد عمد الأخير إلى استعمال الشدة في قمع المظاهرات وزج القائمين عليها بالسجون فهدأت الحال في بغداد نتيجة هذه الإجراات القمعية للوالي الجديد. وفي صباح يوم 20 أذار ركب الفريق حسين ناظم باشا باخرة من بواخر لنج متوجها إلى مدينة البصرة ومن هناك ذهب إلى إسطنبول عن طريق بومبي . و في اواخر شهر آب من سنة 1911 وصل الوالي الجديد جمال باشا إلى بغداد. لم تدم ولاية جمال باشا على بغداد سوى سنة واحدة شهدت بغداد صراعا حزبيا كان يعد الأول من نوعه ما بين الاتحاديين (جمعية الاتحاد والترقي) وما بين الائتلافيين (حزب الحرية والائتلاف) وقد قدم جمال باشا استقالته من منصب الوالي نتيجة تسلم الائتلافيين مقاليد السلطة في إسطنبول في شهر تموز من سنة 1912 . عند مقتل الصدر الاعظم محمود شوكت باشا في حزيران من سنة 1913 فرح الائتلافيون بمقتله فرحا عظيما عندما وصل خبر مقتله إلى بغداد وظنوا أن هذا سيؤدي إلى قصم ظهر الاتحاديين وعندما وصل الأمر من إسطنبول باعتقال جميع الذين ينتمون إلى حزب الائتلاف والحرية هب الوالي محمد فاضل باشا الداغستاني للتشفع بهم وقام برفع اقتراح إلى إسطنبول يطلب منها إحالة المتهمين إلى محكمة عسكرية تقام لهم في بغداد فتم قبول اقتراح الوالي ماعدا واحدا من الائتلافيين وهو كامل الطبقجلي إذ طلب تسفيره إلى إسطنبول ليلاقي جزاءه هناك .
ضجة الزهاوي
في يوم 7 آب من سنة 1910 نشرت جريدة المؤيد المصرية الأسبوعية مقالا لجميل صدقي الزهاوي بعنوان "المرأة والدفاع عنها" والذي شرح فيه مضار الحجاب ومعاناة المرأة المسلمة من الظلم المستمر في المجتمع . وقد قامت جريدة تنوير الأفكار البغدادية من أن تحصل على نسخة من الجريدة وقامت بنقل المقال عنه. وقد اثارت هذه المقالة ضجة كبيرة لدى أهالي بغداد وسارت مظاهرة نحو السراي الحكومي تطالب بالقصاص من الزهاوي وقد طلب السيد مصطفى الواعظ مبعوث الديوانية من الوالي الفريق حسين ناظم بااشا بإنزال العـقو بة الرادعة للزهاوي . فلبى الوالي طلب الواعظ وقام بعزل الزهاوي من وظيفته التي إذ كان يعمل مدرسا في مجلة الأحكام العدلية في مدرسة الحقوق، وقد قام الزهاوي بنشر بيان يوضح فيه موقفه في جريدة الرقيب للتوضيح ولكن هذا لم ينفعه بشيء فلم يغير الوالي رايه حول هذا الأمر .
ولاية جمال باشا جمال باشا (السفاح) والي بغداد مابين عامي 1911 - 1912
دامت ولاية جمال باشا حوالي سنة تقريبا. كان جمال باشا عكس سلفه الفريق حسين ناظم باشا لايهتم بالمناظر الدينية . وقد كان يحضر الحفلات الراقصة والتي كانت تقيمها الجالية الأوربية التي كانت تسكن بغداد بين فترة وأخرى، وقد اعتاد جمال باشا بشكل خاص من أن يحضر الحفلات التي كان يقيمها مدير البنك العثماني وهو كان رجل بريطاني وأن يراقص زوجته . ولم يكن المجتمع البغدادي آنذاك قد الف هذا الأمر من قبل اي والي عثماني سابق. في اواخر شهر ايلول - سبتمبر قامت إيطاليا بالهجوم على طرابلس الغرب وخرجت المظاهرات في بغداد تنديدا بالهجوم وسارت إلى السراي الحكومي . ولم تخلوا هذه المظاهرات من حادث مأساوي إذ إلتقى في منطقة باب المعظم موكب محلة باب الشيخ بموكب الحيدر خانه ونشب قتال بين المحلتين نتيجة وجود خلافات سابقة بين المحلتين وانتصر متظاهروا محلة باب الشيخ في هذا القتال . في سنة 1912 قام حزب الحرية والائتلاف بتأسيس فرع له في بغداد برئاسة السيد مصطفى الواعظ . و قد انضم إلى هذا الحزب المعارض لحزب الاتحاد والترقي الكثير من الشباب المتعلم وقد حاول الوالي جمال باشا باجتذاب السيد مصطفى الواعظ إلى حزب الاتحاد والترقي الحاكم بشتى الطرق ولكنه فشل وفي ربيع من سنة 1912 جرت الانتخابات البرلمانية وقد كان الفوز في بغداد من نصيب الاتحاديين على نظرائهم الائتلافيين . قدم جمال باشا استقالته من منصب الوالي بعد تسلم الائتلافيين الحكم في الدولة العثمانية في تموز من ذلك العام و قد غادر جمال باشا بغداد في يوم 17 آب من نفس السنة. ومن الجدير بالذكر من إنه خلال ولاية جمال باشا إجتاحت بغداد موجة برد شديدة مما أدى إلى تساقط الثلج وذلك في يوم 20 محرم 1229 هجري الموافق لسنة 1911 ميلادي . | |
|